الدلفين .. قصة قصيدة

   
  مع أفول الألفية الثانية التأم ذات ضحى على شاطئ الأطلسي جمع ميمون في رحلة غير عادية، طلبا للراحة وتكريما لبعضهم ممن تفوقوا في الباكلوريا، وحصلوا على منح دراسية للخارج..






      رحلة غير عادية لأنها متنفس من خريف العاصمة ونفاياتها ومستنقعاتها الآسنة..
      وغير عادية لأنها جمعت كوكبة من الدعاة وطلبة العلم تربو على العشرة، شغلتهم هموم العمل الاسلامي وشؤونه وشجونه عن مثل هذه الرحلات.. مع أنهم تركوا الأهل وجابوا الآفاق لتعليم الناس دينهم، وتعبيدهم لربهم.
      وغير عادية لأن ضيف الشرف فيها فضيلة الشيخ العلامة د. محمد ولد زاروق (الشاعر)، فقد حرص طلابه على دعوته كعادتهم، لما يتحفهم به من فوائد العلم وفرائد الأدب، وحسن السمت ومباح المزاح، وقد خلد الشيخ هذه الرحلة غير العادية بقصيدة طريفة هي عنوان حديثنا.
     كانت رحلتنا غير عادية أيضا لتبدل الحال فيها، وانحرافها عن الخطة المرسومة!. فرغم أن هؤلاء الفتية لم ينشغلوا يوما بصيد البحر، ولم يكن طعامُه غالب قوتهم، فقد قضوا يومهم في تقطيع وتجميع وحمل "اللحم الطري".. حين رمى لهم موج البحر فور وصولهم خلقا عظيما.. لم يكن بعد التحري غير سمكة دلفين جريحة!..

القصة الطريفة بتمامها يرويها الشيخ في قصيدته "الدلفين":



 
قال الفتى ذو الخاطر الحزين

محمد المنسوب للدلفين

يا من تريد نبأ محيرا

إياك أن تكون لي معيرا
 
فربما تساق بالأكدار

لليم فاحذر نقمة الأقدار

واسمع لنظم تائه يبين

قصة قوم غرهم دلفين

أول من رآه نجل الكَصري
 
فصاح في القوم صياح النصر
 
وعندها أمسكه ابن سيدي

والصحب تعدو خلفه كالسِّيد

واستبشروا وقوموا الدلفينا
 
بمئة وبعضهم ستينا

وقال فهري سباه الحوت

لن يخطفن فدونه نموت

ثم سألنا عنه أهل الفن

فكلهم عن عيبه يكني

وبعضهم أعل بالسواد

ونحن عن إعلاله في واد

والبعض عاب لو فهمنا ما يقول

لكن لدى البطون تذهب العقول

ورغم ذا ظل الجميع مادحا
 
ولم يكن إعلال ذين قادحا

سجد طارق سجود الشكر
 
ونام بعض قومنا من سكر

أعنى أبا بكر وكان قد نحا
 
نحو انتقاد الحوت بعد أن صحا
 
وطاهر في يده سكين
 
مخططا مشروعه مسكين

بأنه سيكسب التشطارا

لكنه والله حلم طارا
 
بسرعة إذ عندما كَلاه
 
فلم يلن لناره قلاه

وأرسلوا القادوم والمواسي
 
ثم دخلت معهم.. شنواسي؟!

وكنت أرجو أن أرى جواهرا
 
فلم أجد ما أرتجيه ظاهرا
 
فلم أر الجوهر ما أدراني
 
لعله في داخل المصران
 
من أين لي بالبطل البتار
 
مصارنٌ من عشرةٍ أمتار
 
أضحى جهاما حلمي بالوبل
 
وا أملا تركته في الزبل
 
ولست أنسى صاحب السيارة
 
قد كان في تكميلنا ميارة

أعان في اللحم وأوصل الأسود
 
سودا بحال يشتفي منها الحسود

وأرسلوا لمطعم الأهرام

وهو يرى الصيد من الإجرام
 
ولم يكن يعذرنا بالجهل
 
لكن ديدِي لم يكن بالسهل

فقال يرنو للفتى الكشاري

لك شو أشاري ولَّ مانك شاري
 
فقال لست أبدا بالمشتري
 
ثم نأى لزحل والمشتري
 
وبدأ التفكير في "حليمة"

ويالها من فكرة سليمة
 
لكن بعض الناس قام فينا
 
مثبطا وقسم الدلفينا

وغالب الذين نالوا لحمه

ردوا لنا اللحم بدون رحمه
 
بل إنني وبرهما كلفنا

من الأسى والجهد ما زلفنا
 
به اغتذى  من ليس بالمشفورِ

جماعة وراء كارفور

لكنهم ظنوه فيما أبدى
 
بعض المراقبين لحم الكبدا

رغبت عن أسمائهم رجاء

أن يدفعوا عن عرضهم فداء

لا ينبغي تعريضهم للتلفِ
 
لطيبهم وحبهم للسلفِ
 
وإن أبوا ألحقتهم باللائحه

فطيبهم ليس يصد الجائحه

وهكذا أختم ذا النظاما

 مستسمحا فتيتنا العظاما






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2013 © مدونة alghasry