#الوحدة_موقف


(1)
#الوحدة_موقف حازم في وجه دعاة التفرقة والعصبيات الجاهلية.
#الوحدة_موقف بل مواقف ناصعة في الوئام والانسجام سطرتها كل ألوان طيف مجتمعنا الكريم دون استثناء.
#الوحدة_موقف فكري وإعلامي مسؤول لتعزيز السلم الاجتماعي ومحاصرة طاعون العنصرية البغيض.
#الوحدة_موقف عملي جاد وصادق لمساعدة المحتاجين بغض النظر عن الأصل واللون.
#الوحدة_موقف لمحاصرة ثالوث الجهل والفقر والخرافة.


(2)
الانعتاق:
       أحد الأحبة الأخيار يدير مشروعا خيريا رائدا يتمثل في تنفيذ مشاريع تنموية صغيرة بقرى مثلث الفقر (آدوابه).. رغم أنه ليس من نفس المنطقة ولا تربطه بساكنتها وشيجة غير الإسلام!.. وكفى.. أطلعني هذا الموفق على طرف من نشاط جمعيته التي شيدت عشرات المساجد والمدارس والمساكن وحفرت الآبار وأسست المحاظر وكفلت الأيتام.. كل ذلك دون جعجعة أو دعاية رخيصة.. ويخصص هذا الأخ إجازته الأسبوعية لمتابعة مشاريعه واستكشاف حالات العوز والحاجة الشديدة لتسويقها..
       فضلت عدم ذكر اسم هذا الأخ مراعاة لرغبته ولأن ذلك أدعى للقبول عند الله عز وجل.
        هذا هو سبيل الانعتاق لا دعاية العنصرية والارتزاق..
(3)
        شاب طامح صاحب رسالة ومبدأ انتدبته وزارة التهديب للتدريس في قرية نائية معزولة (أدباي) لا تتوفر بها أبسط مقومات الحياة.. شمر صاحبنا عن ساعد الجد ووصل نهاره بليله.. خلال ساعات الدوام في فصوله.. وبعدها في منزله أو مصلاه الذي بناه بما تيسر.. يؤم الناس ويعلم ما لا يسع جهله من عقائد وأحكام.. ويسعى للارتقاء بالقرية على كافة الصعد.. يصلح ذات البين ويسل سخائم النفوس.. وذات مساء اجتاز الطريق الوعرة محسن فقدم تمويلا لبناء المسجد.. ولم تمض سنة حتى انعتق أهل هذه القرية من الجهل والتخلف والخرافة والعزلة.
       هذا هو الانعتاق!.. وهذه طريقه المأمونة.
(4)
        حدثني الثقة قال: عرفت منطقتنا منذ القديم بالتراحم والتسامح والتآخي.. وظل التنوع مصدر قوة وتكامل كما يجب أن يكون.. ونشأت بين مختلف الشرائح روابط متينة كانت وستبقى عصية على عاديات الزمن.
        وحين شاع استغلال التنوع الإثني في الاسترزاق وصناعة الشهرة ركب أحد شبابنا الموجة.. وغادر القرية إلى العاصمة وطال غيابه.. وذات يوم أحضر وفدا سياسيا كبيرا لتسويق مظلوميته وكسب المكانة التي يرنو إليها!..
        لكن الكرم والنبل والتراحم في هذا المجتمع المسلم أفسد المهمة  ..  إذ بعث وجيه القرية - وهو من أسرة رئاسة وعلم - أبناءه وبناته قائلا : "اذهبوا إلى بيت فلان .. ساعدوهم في إكرام الضيوف".. وخير في قطيعه لتنتقى سمانه لهذا الوفد الكبير.
        في المساء وخلال التوديع قال رئيس الوفد: يا فلان لن تجد خيرا من أهلك هؤلاء فلا تفرط فيهم!..
(5)
      كانت قرية (-----) آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا.. ترتمي في أحضان تلال ذهبية معلقة بإحدى هضاب تكانت.. لا ينغص إغفاءتها غير تكسر أمواج الوادي بالعدوة الدنيا في موسم الأمطار .. وبالعدوة القصوى تمتد واحات النخيل شامخة تضاهي في الحسن لوحات شعر محمد ول آدب.
      عاش أهل هذه القرية أسيادهم ومواليهم في أمن وأمان منذ تأسست قبل قرن من الزمان.. يتقاسمون حلو الحياة ومرها.. حتى هبت ريح العنصرية بحرها وسمومها فاجتالت بعض الشباب، فبثوا سمومها في العامة البسطاء.. حتى زعزعوا الأمن الاجتماعي وغذوا أسباب الفرقة والعداوة.. ووصل فساد ذات البين مسجد القرية وتنازع أهله فإذا هم فريقان يختصمون.. ورغم مساعي قاضي الصلح والإدارات المحلية والوجهاء النافذين فإن هذا الخلاف بقي لسنوات.. حتى قيض الله للقرية شابا من جيرتها جاء للتدريس وكانت خطوته الأولى السعي لتهدئة النفوس والعزف على وتر الإخاء والوئام موظفا خلفيته الشرعية.. وحين هدأت النفوس واستشعر القوم صدق هذا الموفق وتجرده من المطامع والمطامح أسلموا له القياد.. ولانوا في يديه واجتمعت كلمتهم عليه.. فأمهم في جمعتهم وجماعتهم.. وأسس لهم محظرة.. وسافر للعاصمة حتى اعتمد لها أستاذا رسميا.
         وحين ارتفعت الغمة عين إماما من إحدى الطائفتين ونوابا من الأخرى.. ولم يغادر إلا وشملهم جميع.. ليواصل هوايته في الإصلاح والريادة في ركن قصي آخر من هذا البلد الطيب..  إنه رجل كالغيت أينما حل نفع.
(6)
       أحد أحبتنا الذين جرفتهم دعاوى المظلومية مع حرصنا على ملاطفته والتودد إليه فإنه لا يستطيع إخفاء التجهم والتبرم من أصدقاء وأحبة الأمس دون سبب ظاهر.. إلا ما تعرض له من دعاية مغرضة وشيطنة لإخوانه.
      وذات يوم لقينا شيخ كبير معروف بمباح المزاح.. فخاطب هذا الأخ قائلا: مشكلة فلان -هذا- أنه ليس في صدره شيء من القرآن بخلاف إخوانه.. وعلاجه في القرآن.. أطرق الجميع أمام هذه العبارة المؤثرة من هذا الشيخ الكبير، الذي أنضجته التجارب.
·         إي والله .. بالقرآن تطمئن القلوب وتطهر النفوس من أوضارها
·         بالتربية الإسلامية الحقة تشيع الألفة والمودة وتؤدى الحقوق.
·         في التربية الإسلامية الحقة تصحيح للمفاهيم وإدراك للغاية من خلق الناس وترشيد للعلاقات الإنسانية بنور الوحي.
·         (أدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. من فقه شيئا من ميراث النبوة سنة وكتابا فلن تجد دعاوى الجاهلية إليه سبيلا.
 (7)
      أحد الأفاضل يطلب عدم مصادرة الرأي الآخر وحرية التدوين حول مشكلاتنا الاجتماعية!.. أقول إن هذه الأجواء المشحونة التي صنعها دعاة المآثم تتطلب من دعاة المآثر وقفة صادقة تعيد الوئام والانسجام وتزرع العدل والخير وتقتلع الحيف والغبن بالفعل الراشد لا الانغعال..
      الحرية مطلب.. لكنها الحرية المنضبطة التي لا تخرق السفينة.. 
      يا حملة الأقلام ويا صناع الرأي صوغوا خطاباتكم وضعوا شعاراتكم بعيدا عن قضايا السلم الاجتماعي لأنها - باختصار- فوق كل الرهانات!..
(8)
      شاءت حكمة الباري جل وعز أن ينتظم أمر هذا الكون على أساس من الوحدة والتكامل والوئام والانسجام، بدء بالأفلاك وانتهاء بالإنسان.. فإن ندت لبنة من هذا البناء المعجز عن مكانها أورث ذلك فسادا ونقصا، فمن ضرورات البناء الإنساني الوحدة والتكامل، بذلك يتحقق الأمن والسكينة ويعبد الله في الأرض، وتتعطل المصالح بقدر تقصير بني الإنسان في القيام بهذا الواجب.
يقول أبو الاجتماع وأستاذ العمران العلامة ابن خلدون: " يحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة .. وكذلك يحتاج كل واحد منهم في الدفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه".
      فليس بالشعارات والمزايدات يتحقق التحرر والانعتاق، بل لا مناص من الوحدة لأنها قدرنا، وفي ظلها تحقق الأمة أهدافها وغاياتها.
      وصدق القائل:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا*** وإذا افترقن تكسرت آحادا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2013 © مدونة alghasry