إن خصوصية
الخدمات التي تقدمها المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية كانت وراء النجاح والتوسع
الذي شهدته خلال مسيرتها الحافلة، ولا تزال تمكنها من اكتساب أرضيات جديدة يوماً بعد
يوم، ومن هذه الخصوصيات ما يأتي:
·
تنطلق هذه المؤسسات من المرجعية الإسلامية التي تتسق مع عقيدة
الأمة، فلا غرابة إذن في أن تكسب كل يوم أرضاً جديدة بين شرائح المجتمع المسلم.
·
تقدم المؤسسات المصرفية الإسلامية منظومة متكاملة من الخدمات التي
تلبي احتياجات عملائها بشتى العقود الشرعية من مرابحات ومساومات وعمليات استصناع
وبيوع منافع.
·
اتجاه أغلب هذه المؤسسات إلى تطوير نظم وإجراءات العمل، وتوفير
الإمكانات المادية والفنية وتأهيل الكوادر البشرية التي تمكنها من أداء أعمالها
بفاعلية وكفاءة.
·
الثقة والمصداقية التي اكتسبتها هذه المؤسسات رغم حداثة إنشائها،
حيث لا يزيد عمرها على أربعة عقود وهو مالا يساوي في حساب الزمن شيئاً، ومع ذلك
فقد حققت هذه المؤسسات نسبة نمو كبيرة وحققت كذلك للمستثمرين فيها عوائد مجزية.
·
إسهام هذه المؤسسات في العملية التنموية في الدول التي توجد بها،
حيث مكنتها طبيعتها وفلسفتها وتنوع العقود التي تعمل من خلالها من تنفيذ مشاريع
بنى تحتية وخدمية عملاقة.
ولعل المميزات السابقة
تبرر الاتجاه المتنامي نحو الخدمات المصرفية الإسلامية، وتحول مؤسسات وقلاع كبرى
إلى النظام الإسلامي، إضافة إلى فتح نوافذ إسلامية لبعض البنوك الربوية، بل وبعض
البنوك الأجنبية العاملة في العالم الاسلامي، والغرض هو تعظيم الربحية وكسب قاعدة
عملاء من غير المتعاملين بالربا.
ولا
شك أن فتح هذه البنوك التقليدية أفرعاً إسلامية قد يسبب بعض التحديات للعمل المالي
الإسلامي، حيث يتجه هؤلاء غالباً إلى تلك الخدمات التي تحقق عائداً مضموناً، دون
إسهام منها في عمليات المشاركات والمضاربات الكبيرة التي تحقق المصالح الكبرى
وتسهم في عملية الانماء، كما أن هؤلاء يفتقدون الحس الإسلامي وبالتالي لا يتورعون
في العمليات المشتبهة، وكمثال على ذلك فإن أغلب هذه النوافذ لا تدخل في عمليات
الإنشاء والتعمير وإنما تتجه لعمليات التورق المنظم، التي حرمتها المجامع العلمية
لأنها في الغالب بيع صوري، والتحدي الثاني الذي يواجه هذه النوافذ هو اشتراط
هيئاتها الشرعية استقلاليتها التامة عن البنك التجاري وهذا ما لا يتحقق في الواقع
العملي في أحيان كثيرة.
(من مقابلة
مع جريدة الوطن القطرية عن مسيرة العمل المالي الاسلامي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق