المؤلف: د. عثمان عبد الرحيم القميحي – الأمين العام للهيئة
العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ITQAN.
تقييم ونقد:
1- تنبع أهمية الكتاب من عدة اعتبارات:
الطبعة الأولى 1436 هـ
/ 2015 م (الاصدار الثاني للهيئة).
يقع الكتاب في 84 صفحة
من الحجم المتوسط.
بدأ المؤلف بمقدمة عن
أهمية الداعية كركن من أركان الدعوة ، وإعداده
معرفيا وعلميا وتربويا وأخلاقيا وسلوكيا، مع ضرورة رفد الساحة الدعوية بدراسات جديدة تساعد على الابتكار الوظيفي والابداع المهني، فما كتب في هذا المجال لا يلبي الحاجة الملحة، خاصة في مجال "معايير جودة الداعية"، وهو ما حمل المؤلف على الكتابة رغم ما يكتنف ذلك من مشقة وما يعترضه من عوائق.
معرفيا وعلميا وتربويا وأخلاقيا وسلوكيا، مع ضرورة رفد الساحة الدعوية بدراسات جديدة تساعد على الابتكار الوظيفي والابداع المهني، فما كتب في هذا المجال لا يلبي الحاجة الملحة، خاصة في مجال "معايير جودة الداعية"، وهو ما حمل المؤلف على الكتابة رغم ما يكتنف ذلك من مشقة وما يعترضه من عوائق.
ثم تطرق المؤلف لـ (نظام الجودة بين الاسلام والفلسفات الأخرى) حيث استعرض مفهوم
الجودة في الاسلام وغيره من الفلسفات المعاصرة التي اعتنت بهذ المفهوم، مبرزا سبق
الاسلام وتقدمه، مدعما آراءه بنصوص من الوحيين.
وفي الوحدة الثانية (الداعية ودوره وموقفه من تطور العصر وحاجته إلى تفعيل الجودة
وتبني نظامها) ألقى الضوء على أهمية وضع نظام الجودة لضبط الأداء الدعوي، منوها
بدور الداعية في نهضة الأمم (تربويا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا)، حيث تتطلب هذه
الادوار صفات ومزايا يجب تحققها في الداعية، مع ضرورة حرص الدعاة على التميز
والمواكبة لما يشهده الواقع من تطور هائل.
وفي مبحث عن (التجديد في الدين وعلاقة الداعية به) تطرق المؤلف للعلاقة بين الجودة
والتجديد، الذي يعني التحسين وإتقان العمل الدعوي، لا التبديل والهدم، وذلك في
محاور ثلاثة: إحياء ما اندرس من معالم السنن – قمع البدع والمحدثات وتعرية أهلها –
تنزيل الأحكام الشرعية على المستجدات.
بعد هذه المداخل العامة يأتي مبحث (معايير الجودة الشاملة في الداعية) ليطرح
إشكالية اختلاف المعايير باختلاف المجالات والبيئات، إلا أن المؤلف رأى اعتماد
معايير من المنظومة التعليمية للتشابه بينها وبين المنظومة الدعوية، والمعايير محل
الدراسة هي: معايير أداء المعلم الجيد في ولاية كولورادو – معايير أداء المعلم
الجيد في ولاية كنتاكي – المعايير المهنية في ولاية فرجينيا، ثم تمت مناقشة هذه
المعايير بنوع من المقارنة والتأصيل.
وعقب هذه المعايير من المنظومة الغربية جاء دور (معايير الجودة في منظور خبراء
الدعوة الاسلامية) حيث استعرض المؤلف صفات ومقومات الداعية الناجح عند أهم من كتب
في علم الدعوة وهم: د. عبدالكريم زيدان في كتابه (أصول الدعوة) – أ.د. محمد
أبوالفتح البيانوني في كتابه (المدخل إلى علم الدعوة) – د. علي بن عمر بادحدح في
كتابه (مقومات الداعية الناجح).
ثم خصص مبحثا لـ (كيفية تحديد معايير جودة الداعية) واقترح وضع سلم مهني لوظيفة
الداعية ( داعية مشارك – مساعد داعية – داعية – داعية استشاري – خبير دعاة)،
وتقسيم الدعاة إلى تخصصات دقيقة (داعية معرف بالاسلام – داعية إرشاد إجتماعي–
داعية محاور ألكتروني ....).
ثم قسم المؤلف في وحدة مستقلة معايير جودة الداعية إلى خمسة معايير رئيسة:
- معيار الجانب الأخلاقي.
- معيار الجانب الشخصي.
- معايير الجانب العلمي.
- معايير الجانب المهني.
- معايير الجانب الاجتماعي والمشاركة
المجتمعية.
وتحت كل واحد من هذه المعايير معايير أخرى تفصيلية، ثم تم التعميق
والتنزيل لها في المباحث الأخيرة من الكتاب: معايير الداعية في ظل مستجدات الواقع
الدعوي – معايير الجودة لأداء الداعية لدوره في المنظومة الدعوية – الصفات المطلوب
توافرها عند اختيار الداعية في كليات الدعوة الاسلامية في ضوء معايير الجودوة في ITQAN.
تقييم ونقد:
1- تنبع أهمية الكتاب من عدة اعتبارات:
- موضوع الجودة بالغ
الأهمية وتوظيفه في ميدان الدعوة سيحقق دون شك الكفاءة في الاداء.
- القصور في أداء المنطومة الدعوية يزيد من أهمية
مثل هذه البحوث.
- ضرورة التوظيف الواعي للعلوم الانسانية خاصة علم
الادارة في مختلف مجالات العمل الاسلامي، حيث إننا لا نزال في بداية الطريق.
- وقد شدني للكتاب خلفيتي في التخصص وكونه باكورة
أعمال هيئة تضطلع بمهمة الجودة في الدعوة ، وتقدم برامج تأهيل وتصنيف في هذا
المجال.
2- ورغم الاعتبارات
السابقة فإن الكتاب تكتنفه أوجه قصور كثيرة:
- العنوان عن معايير الجودة في "المنظومة
الدعوية" .. بينما كان التناول لجزئية محددة في الغالب وهي
"الداعية" وليس المنظومة ككل، ولم تتم معالجة موضوع الجودة في المنظومة
الدعوية بشكل شمولي، أو في إطارها المؤسسي.
- شتت المؤلف عنوانه بعبارة فضفاضة "قراءة
نقدية في معايير جودة الداعية"، فنحن هنا في أولى خطواتنا لتلمس طريق الجودة
في المنظومة الدعوية، فكان من المناسب صرف الجهود لوضع وصياغة المعايير، ثم يأتي
النقد في مرحلة لاحقة.
- أطال المؤلف النفس في موضوعات إنشائية عامة لا
تمس صلب الدراسة وخصص لها ثلث الكتاب.
- يفتقر أسلوب الكتاب عموما للرصانة، وتكثر فيه
الأخطاء حتى في العناوين (معايير جودة الإمام بدل الداعية)، وتم إخراجه في وحدات
أو مقالات متناثرة لا في فصول مترابطة.
- عند قراءة العنوان يتبادر إلى الذهن أن الكتاب
محاولة جادة لتطبيق معايير الجودة الشاملة في الحقل الدعوي، بينما نجد أن المؤلف
اقتصر على قائمة معايير لجودة المعلم في ثلاث ولايات أمريكية، نقلها عن مصدر وسيط
(في 4 صفحات)، ثم أخضعها للتأصيل الشرعي!.. وقد يكون عذر المؤلف بعد تخصصه عن
الادارة.
- رغم توفر المصادر والمراجع عن الجودة بكل اللغات
الحية فإن المؤلف اقتصر على رسائل جامعية غير منشورة في الغالب.
- المعايير التي وضع المؤلف في جانب كبير منها
نظرية تفتقر للقياس، وبالتالي يصعب اعتمادها كأساس لتقييم ومقارنة الأداء.
- رغم إقحام المؤلف لموضوعات من قبيل "مواجهة
الغلو والتطرف" و "التعايش السلمي والتشارك في المشترك الانساني"
فإنه عند الحديث عن (نظام الجودة بين الاسلام والفلسفات الأخرى) لم يستطع الانطلاق
من كون علم الادارة من هذا المشترك الانساني!.. بل كتب بلغة هجومية لا تساعد على
الاستفادة الواعية من هذا العلم، وأقحم في هذا السياق أدبيات من قبيل الصراع بين
الاسلام والعلمانية، ولو انطلق من "الجودة" باعتبارها فرعا من علوم
الادارة لا "فلسفة علمانية" لما وقع في مثل هذا الاشكال.
- بعد استعداض "نظام الجودة في الفلسفات
الأخرى" بدأ المؤلف يؤصل هذه المعايير إسلاميا، ويؤكد أن الاسلام سبق إليها،
وهي عبارة اشتهرت على ألسنة الكثيرين، رغم أنها عليهم لا لهم.. (هذه المعاني جاء
بها الاسلام قبل 14 قرنا ) .. فأين كنتم؟!..
- ورغم كل ذلك فإن الكتاب مدخل جديد وجيد في بابه،
وهو خطوة على الطريق، ولا نزال بحاجة لكثير من الجهود العلمية والبحثية الجادة.
ارجو تنزيل الكتاب للاستفادة منه واهميته
ردحذف